2008-01-16, 07:36 PM
أوهام الهوى
25نوفمبر
شاهدتها لاول مرة فى حفل زفاف أحد زملائي بالعمل, فقد كانت شقيقة العروس , و قد خطفت بجمالها و تألقها الانظار و خلبت لبي حتى اننى كنت اترصدها بكل جوارحي. و عندما هم العروسان بمغادرة قاعة الحفل اقتربت من زميلي العريس مسائلا إياه عمن تكون هذه الفاتنة فاجابانى بانها اخت عروسه و متسائلا بابتسامة ذات مغزى عما اذا كنت قد صرعنى الهوى.
19 ديسمبر
أيقظنى صوت رنين الهاتف لاستمع لاجمل صوت فى الوجود , عرفتني بنفسها – انها شقيقة العروس- أخبرتني بأننى استرعيت انتباهها فى حفل عرس اختها و بان زميلي زوج اختها قد امتدحنى كثيرا عندما ذكرتني امامه و اخبرها اننى قد سائلته عنها .و بانها قد تمت خطبتها منذ أيام قلائل لاحد الذين اعجبوا بها ايضا فى نفس حفل العرس. اخبرتني انها ترشحنى زوجا لاحدى صديقاتها , فاذا كنت مرحبا فسوف تحدد ميعادا للقيانا دون ان تخبرها بالسبب الحقيقي. وافقت من اجل رؤياها و املا فى ان تكون صديقتها بقدر بهاءها و جاذبيتها.
20 ديسمبر
تقابلنا. نعم قابلتها و لكنها لم تكن وحدها كانت معها العروس المرشحة لى من قبلها. لم التفت حتى لهذه العروس و انما زدت فتنة بها هى . سألتني عن رايي فى الحب اجبتها بما روى عن بعض السلف حين اشتكت اليه ام من ان ابنها قد عشق فلانة, فاجابها ب " الحمد لله الذى صيره الى طبع الادمي". و أن المسلمين أبدا لم يبخسوا الحب قدره و حب نبينا صلى الله عليه وسلم لعائشة لهو مضرب مثل يحتذى فى هذا الامر.اخبرتها ان الحب حولنا فى كل مكان فلا حياة بلا حب يغمرها . فشكل الاقواس المعمارية الذي يسود على مكان مقابلتنا الاولى –مثلا- انما نبع لدى المسلمين الأوائل من حبهم لبيئة نشأتهم الأولى فى الصحراء, فهو يمثل المنظر الذي يتخذه سعف النخيل المتجاور و بما ان المسلمين انطلقوا من صحراء خالية من اى شجر الا النخيل فانهم درجوا على الحنين الى بيئتهم الاولى من خلال تقليد شكل اقواس النخيل فى طرزهم المعمارية. اعجبتها ثقافتي التى عمدت لاستخدامها من اجل نيل الحظوة لديها.
21 ديسمبر
بانتظار مكالمتها مر الوقت ثقيلا , و عندما رن هاتفى اخيرا قفزت محتضنا اياه من شدة الفرح و اللهفة. اعلنتها حبي و باننى لم اشاهد زميلتها اطلاقا خلال لقائنا بالامس . أعلتني استياءها من زوج اختها لانه لم يخبرها فى الوقت المناسب – قبل ان تتم خطبتها- باعجابي بها. صارحتني بانها تخشى ان هى تركت خطيبها من اجلي ان اتركها انا ايضا من اجل اخرى. عاهدتها على الوفاء.طالبتني بمهلة حتى تقرر. صارحتنى بانها لم تشعر بكلمات حب خطيبها لها مثلما تشعر بصدق مشاعري تجاهها و انها بينما تهاتفنى فانها تدور فرحة حول نفسها سكرى بنشوة ما لا تدري لها كنها. اخبرتني بانها هى التى لم تحلم قط بخطيبها قد راتنى اقودها وسط رمال متحركة مرشدا اياها الى الصخور الثابتة فى طريقنا.
22ديسمبر
التقينا , ابتسمنا , لا اذكر من لقائنا شيئا الا تنامي حبي و انغماسي فى سكرته. بخ لك ايها القلب فها قد التقيت منيتك.
24 ديسمبر
يومان و لم استمع لصوت حبيبتي و لا اعرف عنها شيئا فهاتفها مغلق دائما. يقتلنى القلق . و لا اشعر لاى ميل لكتابة او فعل اى شىء.
26 ديسمبر
اليوم صباحا رن هاتفى و كانت هى . اصابني خدر لذيذ وسعادة لا توصف لدى سماع صوتها . اخبرتها ان الناس يصلون لله استخارة ليعينهم على تقرير اختياراتهم اما انا فقد صليت لله ليعينني على قضاء حاجتي بحبها. بررت لي غيابها بانها بحاجة للهدوء حتى تتخذ قرارها.
27 ديسمبر
هل يتعذب كل المحبون هكذا؟ انى اصطلي بنار هواها و يرتجف قلبي فرقا من فراقها. ايها الحب لم انت قاس الى هذه الدرجة. انى بك اعذب خوفا من هجرك اياي , و مع ذلك فانا لا املك فكاكا من تلقي سهامك و استمتع باختراقها القاسي لقلبي. ايها الحب لو سئلت فرارا منك لفررت اليك. آه لك ايتها النفس الضعيفة كم كنت صادقا حين أخبرت حبيبتي بان كل خسارة يمكن احتمالها الا خسارة من نحب.
28ديسمبر
احاول التفكير فى اى شىء إلاها. إن ورودها على خاطري – هى التى لم تغادره قط – يقض مضجعي و يخفق له قلبي لوعة . إننى كتلميذ بائس ينتظر نتيجة امتحانه الذي خاضه من منتصف الوقت لا من اوله.ألوم نفسي دائما على اننى تاخرت حتى بادرتني هي بالسؤال . لم لم أبكر بالسعي إليها و محاولة خطب ودها ؟ لم انتظرت حتى أوشك غيري على اختطافها؟ لكم قرأت عن لوعات المحبين و لكننى – أبدا – لم أتصورها بهذه القسوة. فكلما دفعت أفكاري بعيدا عنها كلما ازدادت منها اقترابا.
30 ديسمبر
أيها القلب واصل أنينك بصمت و اصطلي بجمرات حب تستمرىء لظاها. و اشكو لنفسك إن أردت الشكوى.
1 يناير
انه عام جديد و لكنها لازالت بعيدة لا ادري عنها شيئا. اه منك يا كيوبيد, ايها اللعوب الصغير , احذر ان تكون قد رميتني باحد سهامك الذهبية التى تزيد من فتنتي بها , بينما ترميها بسهم فضي يرديها بعيدا عني.
2 يناير
لطالما حسبت ان النساء – هذه المخلوقات الرقيقة - ارهف مشاعرا منا نحن معشر الرجال. و لكننى الآن بينما اتلظى بسعير نيران الهوى اوقن الا حب اعظم من حب رجل صادق فى حبه. فهل سمعنا يوما عن امراة بلغ بها الهوى ما بلغ بقيس و عنترة . و حتى لو سمعنا فكم عددهن مقارنة بمجانين الحب من ذوى السطوة و العنترية الذكرية؟
3 يناير
لأنا اليوم اشد فرقا و غضبا على نفسي مما كنته سابقا . أشد فرقا لانه اخيرا اصبح هاتفها متاحا و لكنها لا زالت معرضة عن الرد , مما ينذر بما لا يحتمله قلبي المتورط فى العشق. و انا اشد غضبا على نفسي التى تورطت بغير تعقل و لا روية فى مثل هذا الحب دون ان تتزود بمرساة تنجيها من مخاطر تقلب الاهواء فى بحار المشاعر الانثوية التى اجهلها تماما. ألم تكن الحياة الخالية من العشق أهدأ بالا – ولكنها ليست ألذ عيشا- ؟ أوليس الحائرون من العشاق هم اتعس اهل الارض؟ هاانذا اضرع الى ربي من جديد ان يزيدني بها تعلقا و يهبنيها عاجلا. يالي من عاشق بائس يستمرىء عذاباته!
4يناير
لأنا اليوم أكثر اطمئنانا و ابتهاجا. فاخيرا هاتفتني و اعتذرت عن غيابها بمرضها. حبيبتي كانت مريضة فيما اسىء بها الظن . يالي من قاسي القلب متحجر المشاعر وقد بلغت بى الانانية مداها إذ لم التمس لها الاعذار.
5يناير
يشاكسني زوج اختها فى العمل و لكنى اتجاوز عن مشاكساته لاجلها هى. فمن اجلها اخوض حروبا لأعفو فيها عن محاربي.
7 يناير
حبيبتي فى ورطة . هذا كل ما اخبرتني به ثم اختفت تاركة اياي للقلق ينهش كياني اذ لم استطع مهاتفتها كالعادة. فهى تهاتفنى وقتما تريد ثم تختفى و يختفى كل اثر لها من الوجود بينما يعتصرني الم الحنين و الفرق عليها.
15 يناير
مر اسبوع و لم اسمع لها صوتا و لا اعرف عنها شيئا. رغبت فى مسائلة زوج اختها عنها و لكنى نكصت خوفا من أن يؤلمها سؤالى له عنها." هلا تحدثت اليك ساعات لأقنعك أننى لن أقدر بعد اليوم على العيش بدونك و ان الزمان بعدك لا يقاس بالساعات و لا بالايام, و اننى ادمنتك. كيف أقنعك باننى اصبحت عبدا لصوتك عندما ياتيني على الهاتف ؟ عبدا لضحكتك , لطلتك , لحضورك الانثوى الشهى , لتناقضك التلقائي فى كل شىء و كل لحظة. عبد لمدينة أصبحت أنت . لذاكرة أصبحت أنت. لكل شىء لمسته أو عبرته يوما" ( ذاكرة الجسد / احلام مستغانمي)
18 يناير
ما كان أحرى بالمحبين الا يعرفوا الهوى لو عرفوا سلفا اى الم سيجره عليهم هواهم. و لكن هيهات , فلو لم يكن الحب لما كانت الحياة. ان الحب هو اذكى ابتكار فى الوجود .هو ابتكار لضمان استمرار الحياة. لا يهم فيه بأي صورة تستمر , و لكن الاهم هو ان تستمر. بالحب نمرر مادتنا الوراثية الى الاجيال التالية , لا يهم ان نمررها بحب عاطفى ام بمجرد حب جسدي المهم ان تمرر. ان استمرار حياتنا حتى هذه اللحظة لهو ابرز دليل على نجاح هذا الاختراع – الحب- فى تحقيق اهدافه . فمنذ أن مارست البكتريا الحب الجسدي لاول مرة منذ نحو بليوني عام فلا زلنا نلهث وراءه مغلفين اياه احيانا بغلاف ساحر من الرومانسية معتقدين اننا بذلك نسمو عن نزعة ارضية لا فكاك لنا منها .
كم احاول بهذه الأفكار النيل من قيمة الحب و لكننى لاأستطيع.
25 يناير
منذ عدة ايام و انا اعتزل العالم مريضا منهكا . الاطباء اخبروا اهلي بأنه ارهاق من فرط الانهماك فى العمل , و لا احد يعلم اننى ما انهمكت فى عملي الا لأسلو عنها و ما سلوت. فكما قال شوقى -بتصرف فىمقالته- :
و سلا فؤادي هل سلا القلب عنها أو سيأسو جرحه الزمان المؤسي
فقد تلقيت منذ أيام دعوة لحضور حفل زفاف أحد أصدقائي منذ أيام الدراسة الاولى . آه لك أيها القلب الذي توقف عن الخفقان فور أن التقت عيناي بها. و لكن أين ؟ هناك............ على مقعد العروس بردائها الابيض. يا إلهي لقد مادت بى الأرض فور إدراكي أنه حفل عرسها هى.
هو حفل مصرع فؤادي و هواي و أماني و احلامي. هى التى لم تخبرني يوما انها تحبني . هى التى تصورت أن احساسها بمشاعري تجاهها و بحسن تلقيها لها هو نوعا من الحب . هى التى زادتني فى هواها غرقا وصرعتني الآن كما لم يصرع محب من قبل.
و لكننى أنا الذي بنيت قصرا من الاوهام على تلال من الخواء. أوهام حبي و خواء مشاعرها تجاهي. أيها الرخ الجارح الملقب بالحب , لم احتويتني بين مخالبك مشعرا أياي بواهم الدفء فيما كنت تقرر تحطيم خلاياي بإلقائي من شاهق على الصخور.
أيها المحبون أفيقوا من الحياة فى خيالاتكم و احيوا وسط قسوة الطبيعة. فمهما انكرنا ذلك فستبقى دائما هى الطبيعة ذات المخلب و الناب.[/color][/size][/size]
25نوفمبر
شاهدتها لاول مرة فى حفل زفاف أحد زملائي بالعمل, فقد كانت شقيقة العروس , و قد خطفت بجمالها و تألقها الانظار و خلبت لبي حتى اننى كنت اترصدها بكل جوارحي. و عندما هم العروسان بمغادرة قاعة الحفل اقتربت من زميلي العريس مسائلا إياه عمن تكون هذه الفاتنة فاجابانى بانها اخت عروسه و متسائلا بابتسامة ذات مغزى عما اذا كنت قد صرعنى الهوى.
19 ديسمبر
أيقظنى صوت رنين الهاتف لاستمع لاجمل صوت فى الوجود , عرفتني بنفسها – انها شقيقة العروس- أخبرتني بأننى استرعيت انتباهها فى حفل عرس اختها و بان زميلي زوج اختها قد امتدحنى كثيرا عندما ذكرتني امامه و اخبرها اننى قد سائلته عنها .و بانها قد تمت خطبتها منذ أيام قلائل لاحد الذين اعجبوا بها ايضا فى نفس حفل العرس. اخبرتني انها ترشحنى زوجا لاحدى صديقاتها , فاذا كنت مرحبا فسوف تحدد ميعادا للقيانا دون ان تخبرها بالسبب الحقيقي. وافقت من اجل رؤياها و املا فى ان تكون صديقتها بقدر بهاءها و جاذبيتها.
20 ديسمبر
تقابلنا. نعم قابلتها و لكنها لم تكن وحدها كانت معها العروس المرشحة لى من قبلها. لم التفت حتى لهذه العروس و انما زدت فتنة بها هى . سألتني عن رايي فى الحب اجبتها بما روى عن بعض السلف حين اشتكت اليه ام من ان ابنها قد عشق فلانة, فاجابها ب " الحمد لله الذى صيره الى طبع الادمي". و أن المسلمين أبدا لم يبخسوا الحب قدره و حب نبينا صلى الله عليه وسلم لعائشة لهو مضرب مثل يحتذى فى هذا الامر.اخبرتها ان الحب حولنا فى كل مكان فلا حياة بلا حب يغمرها . فشكل الاقواس المعمارية الذي يسود على مكان مقابلتنا الاولى –مثلا- انما نبع لدى المسلمين الأوائل من حبهم لبيئة نشأتهم الأولى فى الصحراء, فهو يمثل المنظر الذي يتخذه سعف النخيل المتجاور و بما ان المسلمين انطلقوا من صحراء خالية من اى شجر الا النخيل فانهم درجوا على الحنين الى بيئتهم الاولى من خلال تقليد شكل اقواس النخيل فى طرزهم المعمارية. اعجبتها ثقافتي التى عمدت لاستخدامها من اجل نيل الحظوة لديها.
21 ديسمبر
بانتظار مكالمتها مر الوقت ثقيلا , و عندما رن هاتفى اخيرا قفزت محتضنا اياه من شدة الفرح و اللهفة. اعلنتها حبي و باننى لم اشاهد زميلتها اطلاقا خلال لقائنا بالامس . أعلتني استياءها من زوج اختها لانه لم يخبرها فى الوقت المناسب – قبل ان تتم خطبتها- باعجابي بها. صارحتني بانها تخشى ان هى تركت خطيبها من اجلي ان اتركها انا ايضا من اجل اخرى. عاهدتها على الوفاء.طالبتني بمهلة حتى تقرر. صارحتنى بانها لم تشعر بكلمات حب خطيبها لها مثلما تشعر بصدق مشاعري تجاهها و انها بينما تهاتفنى فانها تدور فرحة حول نفسها سكرى بنشوة ما لا تدري لها كنها. اخبرتني بانها هى التى لم تحلم قط بخطيبها قد راتنى اقودها وسط رمال متحركة مرشدا اياها الى الصخور الثابتة فى طريقنا.
22ديسمبر
التقينا , ابتسمنا , لا اذكر من لقائنا شيئا الا تنامي حبي و انغماسي فى سكرته. بخ لك ايها القلب فها قد التقيت منيتك.
24 ديسمبر
يومان و لم استمع لصوت حبيبتي و لا اعرف عنها شيئا فهاتفها مغلق دائما. يقتلنى القلق . و لا اشعر لاى ميل لكتابة او فعل اى شىء.
26 ديسمبر
اليوم صباحا رن هاتفى و كانت هى . اصابني خدر لذيذ وسعادة لا توصف لدى سماع صوتها . اخبرتها ان الناس يصلون لله استخارة ليعينهم على تقرير اختياراتهم اما انا فقد صليت لله ليعينني على قضاء حاجتي بحبها. بررت لي غيابها بانها بحاجة للهدوء حتى تتخذ قرارها.
27 ديسمبر
هل يتعذب كل المحبون هكذا؟ انى اصطلي بنار هواها و يرتجف قلبي فرقا من فراقها. ايها الحب لم انت قاس الى هذه الدرجة. انى بك اعذب خوفا من هجرك اياي , و مع ذلك فانا لا املك فكاكا من تلقي سهامك و استمتع باختراقها القاسي لقلبي. ايها الحب لو سئلت فرارا منك لفررت اليك. آه لك ايتها النفس الضعيفة كم كنت صادقا حين أخبرت حبيبتي بان كل خسارة يمكن احتمالها الا خسارة من نحب.
28ديسمبر
احاول التفكير فى اى شىء إلاها. إن ورودها على خاطري – هى التى لم تغادره قط – يقض مضجعي و يخفق له قلبي لوعة . إننى كتلميذ بائس ينتظر نتيجة امتحانه الذي خاضه من منتصف الوقت لا من اوله.ألوم نفسي دائما على اننى تاخرت حتى بادرتني هي بالسؤال . لم لم أبكر بالسعي إليها و محاولة خطب ودها ؟ لم انتظرت حتى أوشك غيري على اختطافها؟ لكم قرأت عن لوعات المحبين و لكننى – أبدا – لم أتصورها بهذه القسوة. فكلما دفعت أفكاري بعيدا عنها كلما ازدادت منها اقترابا.
30 ديسمبر
أيها القلب واصل أنينك بصمت و اصطلي بجمرات حب تستمرىء لظاها. و اشكو لنفسك إن أردت الشكوى.
1 يناير
انه عام جديد و لكنها لازالت بعيدة لا ادري عنها شيئا. اه منك يا كيوبيد, ايها اللعوب الصغير , احذر ان تكون قد رميتني باحد سهامك الذهبية التى تزيد من فتنتي بها , بينما ترميها بسهم فضي يرديها بعيدا عني.
2 يناير
لطالما حسبت ان النساء – هذه المخلوقات الرقيقة - ارهف مشاعرا منا نحن معشر الرجال. و لكننى الآن بينما اتلظى بسعير نيران الهوى اوقن الا حب اعظم من حب رجل صادق فى حبه. فهل سمعنا يوما عن امراة بلغ بها الهوى ما بلغ بقيس و عنترة . و حتى لو سمعنا فكم عددهن مقارنة بمجانين الحب من ذوى السطوة و العنترية الذكرية؟
3 يناير
لأنا اليوم اشد فرقا و غضبا على نفسي مما كنته سابقا . أشد فرقا لانه اخيرا اصبح هاتفها متاحا و لكنها لا زالت معرضة عن الرد , مما ينذر بما لا يحتمله قلبي المتورط فى العشق. و انا اشد غضبا على نفسي التى تورطت بغير تعقل و لا روية فى مثل هذا الحب دون ان تتزود بمرساة تنجيها من مخاطر تقلب الاهواء فى بحار المشاعر الانثوية التى اجهلها تماما. ألم تكن الحياة الخالية من العشق أهدأ بالا – ولكنها ليست ألذ عيشا- ؟ أوليس الحائرون من العشاق هم اتعس اهل الارض؟ هاانذا اضرع الى ربي من جديد ان يزيدني بها تعلقا و يهبنيها عاجلا. يالي من عاشق بائس يستمرىء عذاباته!
4يناير
لأنا اليوم أكثر اطمئنانا و ابتهاجا. فاخيرا هاتفتني و اعتذرت عن غيابها بمرضها. حبيبتي كانت مريضة فيما اسىء بها الظن . يالي من قاسي القلب متحجر المشاعر وقد بلغت بى الانانية مداها إذ لم التمس لها الاعذار.
5يناير
يشاكسني زوج اختها فى العمل و لكنى اتجاوز عن مشاكساته لاجلها هى. فمن اجلها اخوض حروبا لأعفو فيها عن محاربي.
7 يناير
حبيبتي فى ورطة . هذا كل ما اخبرتني به ثم اختفت تاركة اياي للقلق ينهش كياني اذ لم استطع مهاتفتها كالعادة. فهى تهاتفنى وقتما تريد ثم تختفى و يختفى كل اثر لها من الوجود بينما يعتصرني الم الحنين و الفرق عليها.
15 يناير
مر اسبوع و لم اسمع لها صوتا و لا اعرف عنها شيئا. رغبت فى مسائلة زوج اختها عنها و لكنى نكصت خوفا من أن يؤلمها سؤالى له عنها." هلا تحدثت اليك ساعات لأقنعك أننى لن أقدر بعد اليوم على العيش بدونك و ان الزمان بعدك لا يقاس بالساعات و لا بالايام, و اننى ادمنتك. كيف أقنعك باننى اصبحت عبدا لصوتك عندما ياتيني على الهاتف ؟ عبدا لضحكتك , لطلتك , لحضورك الانثوى الشهى , لتناقضك التلقائي فى كل شىء و كل لحظة. عبد لمدينة أصبحت أنت . لذاكرة أصبحت أنت. لكل شىء لمسته أو عبرته يوما" ( ذاكرة الجسد / احلام مستغانمي)
18 يناير
ما كان أحرى بالمحبين الا يعرفوا الهوى لو عرفوا سلفا اى الم سيجره عليهم هواهم. و لكن هيهات , فلو لم يكن الحب لما كانت الحياة. ان الحب هو اذكى ابتكار فى الوجود .هو ابتكار لضمان استمرار الحياة. لا يهم فيه بأي صورة تستمر , و لكن الاهم هو ان تستمر. بالحب نمرر مادتنا الوراثية الى الاجيال التالية , لا يهم ان نمررها بحب عاطفى ام بمجرد حب جسدي المهم ان تمرر. ان استمرار حياتنا حتى هذه اللحظة لهو ابرز دليل على نجاح هذا الاختراع – الحب- فى تحقيق اهدافه . فمنذ أن مارست البكتريا الحب الجسدي لاول مرة منذ نحو بليوني عام فلا زلنا نلهث وراءه مغلفين اياه احيانا بغلاف ساحر من الرومانسية معتقدين اننا بذلك نسمو عن نزعة ارضية لا فكاك لنا منها .
كم احاول بهذه الأفكار النيل من قيمة الحب و لكننى لاأستطيع.
25 يناير
منذ عدة ايام و انا اعتزل العالم مريضا منهكا . الاطباء اخبروا اهلي بأنه ارهاق من فرط الانهماك فى العمل , و لا احد يعلم اننى ما انهمكت فى عملي الا لأسلو عنها و ما سلوت. فكما قال شوقى -بتصرف فىمقالته- :
و سلا فؤادي هل سلا القلب عنها أو سيأسو جرحه الزمان المؤسي
فقد تلقيت منذ أيام دعوة لحضور حفل زفاف أحد أصدقائي منذ أيام الدراسة الاولى . آه لك أيها القلب الذي توقف عن الخفقان فور أن التقت عيناي بها. و لكن أين ؟ هناك............ على مقعد العروس بردائها الابيض. يا إلهي لقد مادت بى الأرض فور إدراكي أنه حفل عرسها هى.
هو حفل مصرع فؤادي و هواي و أماني و احلامي. هى التى لم تخبرني يوما انها تحبني . هى التى تصورت أن احساسها بمشاعري تجاهها و بحسن تلقيها لها هو نوعا من الحب . هى التى زادتني فى هواها غرقا وصرعتني الآن كما لم يصرع محب من قبل.
و لكننى أنا الذي بنيت قصرا من الاوهام على تلال من الخواء. أوهام حبي و خواء مشاعرها تجاهي. أيها الرخ الجارح الملقب بالحب , لم احتويتني بين مخالبك مشعرا أياي بواهم الدفء فيما كنت تقرر تحطيم خلاياي بإلقائي من شاهق على الصخور.
أيها المحبون أفيقوا من الحياة فى خيالاتكم و احيوا وسط قسوة الطبيعة. فمهما انكرنا ذلك فستبقى دائما هى الطبيعة ذات المخلب و الناب.[/color][/size][/size]
KHAIRI ABDEL GHANI