الفرنسيون ودعوا البطولة بالدموع
الديك الفرنسي يحترق للمرة الأخيرة في جحيم الطليان
خرجت ايطالية "حية" من مجموعة الموت بفوزها على فرنسا 2-صفر مساء اليوم الثلاثاء في المباراة التي اقيمت بينهما في زيوريخ في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الثالثة لكأس اوروبا لكرة القدم، فبلغت الدور ربع النهائي واخرجت منافستها من السباق. وسجل اندريا بيرلو ودانييلي دي روسي الهدفين في الدقيقتين 25 من ركلة جزاء و62.ورفعت ايطاليا رصيدها الى 4 نقاط واحتلت المركز الثاني وراء هولندا وتملك 9 نقاط، في حين جاءت رومانيا ثالثة بنقطتين، وفرنسا بنقطة واحدة
وتلتقي في ربع النهائى مع اسبانيا التي ضمنت صدارة المجموعة الرابعة الاحد المقبل في فيينا. وتحاشت ايطاليا بطلة العالم الخروج من الدور الاول للمرة الثانية على التوالي وانعشت امالها باحراز اللقب القاري الثاني لها بعد عام 1968.
وكانت مباراة اليوم الثامنة على الصعيد الرسمي بين ايطاليا وفرنسا وال34 في مجمل اللقاءت ورفع "الاتزوري" رصيده اليوم الى 17 مباراة، مقابل 7 هزائم و10 تعادلات.
والتقى المنتخبان في مناسبة واحدة خلال نهائيات كأس اوروبا وكانت في نهائي نسخة 2000 عندما توج الفرنسيون باللقب بفضل هدف ذهبي سجله دافيد تريزيغيه الغائب الاكبر عن النسخة الحالية الى جانب المعتزل زين الدين زيدان.
اما بالنسبة لمباراتيهما في التصفيات المؤهلة الى النسخة الحالية، ففازت فرنسا ذهابا 3-1 في العاصمة باريس، قبل ان يتعادلا ايابا في ميلانو صفر-صفر، الا ان ايطاليا انهت التصفيات بصدارة المجموعة وهي اهدت فرنسا بطاقة التأهل بفوزها على اسكتلندا، قبل ان يلتقي "الديوك" اوكرانيا في الجولة الاخيرة ويتعادلوا معها 1-1.
وتواجه الطرفان في 5 مناسبات خلال كأس العالم، ففازت ايطاليا في 3 مناسبات، وفرنسا في مناسبتين. وتمني ايطاليا النفس باحراز كأس اوروبا لتضمها الى اللقب العالمي التي توجت به على حساب فرنسا بالذات بركلات الترجيح، كما فعلت الاخيرة عامي 1998 ثم 2000.
في المقابل خرج المنتخب الفرنسي من البطولة بخفي حنين وهي المرة الثانية التي يفشل فيها في تخطي هذا الدور بعد عام 1992 في السويد، علما بان لم يتخط الدور الاول ايضا في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
واجرى كل من المدربين تعديلات كثيرة على صفوف فريقه، فاستبعد الفرنسي ريمون دومينيك كلا من ليليان تورام وويلي سانيول ولوران مالودا، واشرك اريك ابيدال وفرانسوا كلير وكريم بنزيمة.
وكان بنزيمة دفع ثمن ظهوره بشكل سيء في المباراة الاولى ضد رومانيا (صفر-صفر) ولم يشارك اطلاقا في المباراة الثانية التي تعرض فيها منتخب بلاده لهزيمة قاسية امام هولندا 1-4.
وفي غياب تورام حامل الرقم القياسي في عدد المباريات الدولية (142)، ناب عنه هنري في حمل شارة القائد. يذكر ان تورام قد يكون خاض ضد هولندا قبل اربعة ايام اخر مبارياته على الصعيد الدولي بعد ان اعلن نيته الاعتزال نهائيا.
اما مدرب ايطاليا روبرتو دونادوني، فاشرك انطونيو كاسانو اساسيا على حساب المخضرم اليساندرو دل بييرو، وجينارو غاتوزو مكان ماورو كامورانيزي.
وصبت جميع الامور في مصلحة ايطاليا خلال مباراتها مع فرنسا، فاصيب لاعب وسط فرنسا المتألق فرانك ريبيري على مستوى الكاحل وخرج على حمالة في الدقيقة التاسعة، ولم تعرف مدى خطورة اصابته، قبل ان يتسبب مدافعه ايريك ابيدال بركلة جزاء ادت الى طرده (25)، فاضطر فريقه الى اكمال معظم فترات المباراة بعشرة لاعبين
وبدات المباراة بضغط فرنسي اجبر المنتخب الايطالي على التراجع الى خطوطه الخلفية، بيد ان الفرصة الحقيقة الاولى كانت للوكا توني الذي استغل خطأ لوليام غالاس واطلق الكرة من مشارف المنطقة مرت الى جانب القائم الايمن لمرمى غريغوري كوبيه (5).
وتعرض المنتخب الفرنسي لضربة قوية باصابة ريبيري في الدقيقة التاسعة اثر كرة مشتركة مع جانلوكا زامبروتا وحل مكانه سمير نصري. وسدد بانوتشي كرة قوية برأسه اثر ركلة ركنية ابعدها كلود ماكاليلي من على خط المرمى منقذا مرماه من هدف اكيد (11).
وكانت الدقيقة 24 فاصلة لان ابيدال اعاق توني داخل المنطقة فلم يتردد الحكم السلوفاكي لوبوس ميشال في احتساب ركلة جزاء لمصلحة ايطاليا وطرد اللاعب الذي ارتكب المخالفة، وانبرى اندريا بيرلو للركلة بنجاح (25).
وكاد توني بحركة فنية رائعة ان يضيف هدفا ثانيا لكن كرته الخلفية مرت الى جانب القائم الايمن (28). واستغل تييري هنري تمريرة بينية رائعة من جيريمي تولالان وسدد كرة زاحفة مرت الى جانب القائم الايمن لحارس مرمى ايطاليا جانلويجي بوفون (34).
وتعرض دانييلي دي روسي لعرقلة على مشارف المنطقة فانبرى لها فابيو غروسو فلامست يد كوبيه ثم تصدى لها القائم الايمن (44). وحصل صانع العاب ايطاليا المتألق بيرلو على بطاقة صفراء هي الثانية له وسيغيب عن مباراة ربع النهائي ضد اسبانيا.
وفي مطلع الشوط الثاني اطلق بنزيمة كرة على الطاير خارج الخشبات الثلاث (49). واحتسب الحكم ركلة حرة مباشرة انبرى لها دي روسي بقوة اصطدمت بقدم هنري وتهادت داخل الشباك معلنة الهدف الثاني (62). وتصدى بوفون لكرة رائعة اطلقها بنزيمة من خارج المنطقة منقذا فريقه من هدف اكيد (74).
وارتد المنتخب الايطالي الى الدفاع للمحافظة على تقدمه ونجح في ابعاد الخطورة عن حارسه بوفون ليخرج فائزا، الا ان الفرصة الاخيرة كانت بتسديدة صاروخية اطلقها توني من حدود المنطقة لكن القائم الايسر وقف في وجه محاولته في الوقت بدل الضائع.