2008-12-16, 11:05 AM
(آخر تعديل لهذه المشاركة: 2008-12-16, 11:13 AM بواسطة عاشق العندليب.)
هذه القصيدة للشاعر ميخائيل نــُعيـْمَة من أفضل القصائد التي قرأتها في حياتي كلها.
هذا الشاعر ــ الذي ترك بلاده و تغرب عنها و أصبح واحدا من شعراء المهجر الذين كوّنوا مدرسة في الشعر العربي ــ يتحدث إلى نفسه كما يتحدث الحبيب إلى حبيبته لا أريد أن أتحدث عن هذه القصيدة الرائعة فهي ستتحدث عن نفسها بنفسها.
اقرؤوا و أخبروني بآرائكم و تعليقاتكم على القصيدة و الشاعر.
إن رأيت البحر يطغى الموج فيه و يثور
أو سمعت البحر يبكي عند أقدام الصخور
فارقــُبي الموج إلى أن يحبس الموج هديره
و تناجي البحر حتى يسمع البحر زفيره
راجعا منك إليه
هل من الأمواج جئت ؟
إن سمعت الرعد يدوي بين طيات الغمام
أو رأيت البرق يفري سيفه جيش الظلام
فارصدي البرق إلى أن تخطفي منه لظاه
و يكف الرعد لكن تاركا فيك صداه
هل من البرق انفصلت ؟
أم مع الرعد انحدرت ؟
إن رأيت الريح تذري الثلج عن رؤوس الجبال
أو سمعت الريح تعوي في الدجى بين التلال
تسكن الريح و تبقى باشتياق صاغيه
و أناديك و لكن أنت عني قاصيه
في محيط لا أراه
هل من الريح وُلدت ؟
إن رأيت الفجر يمشي خلسة بين النجوم
و يُوشـّـي جُبـّـة الليل المولــّـِي بالرسوم
يسمع الفجر ابتهالا صاعدا منك إليه
و تخرّي كنبي هبط الوحي عليه
بخضوع جاثيه
هل من الفجر انبثقت ؟
إن رأيت الشمس في حضن المياه الزاخره
ترمُق الأرض و ما فيها بعين ساحره
تهجع الشمس و قلبي يشتهي لو تهجعين
و تنام الأرض لكن أنت يقظى ترقــُبين
مضجع الشمس البعيد
هل من الشمس هبطت ؟
إن سمعت البلبل الصداح بين الياسَمين
يسكب الألحان نارا في قلوب العاشقين
تلتظِي حزنا و شوقا و الهوى عنك بعيد
فاخبريني هل غِنا البلبل في اليل يعيد
ذكر ماضيك إليك
هل من الألحان أنت ؟
إيهِ يا نفسي أنت لحن فيَّ قد رن صداه
وقــّعتك يد فنان خفي لا أراه
أنت ريح و نسيم أنت موج أنت بحر
أنت برق أنت رعد أنت ليل أنت فجر
أنت فيض من إله !
هذا الشاعر ــ الذي ترك بلاده و تغرب عنها و أصبح واحدا من شعراء المهجر الذين كوّنوا مدرسة في الشعر العربي ــ يتحدث إلى نفسه كما يتحدث الحبيب إلى حبيبته لا أريد أن أتحدث عن هذه القصيدة الرائعة فهي ستتحدث عن نفسها بنفسها.
اقرؤوا و أخبروني بآرائكم و تعليقاتكم على القصيدة و الشاعر.
إن رأيت البحر يطغى الموج فيه و يثور
أو سمعت البحر يبكي عند أقدام الصخور
فارقــُبي الموج إلى أن يحبس الموج هديره
و تناجي البحر حتى يسمع البحر زفيره
راجعا منك إليه
هل من الأمواج جئت ؟
إن سمعت الرعد يدوي بين طيات الغمام
أو رأيت البرق يفري سيفه جيش الظلام
فارصدي البرق إلى أن تخطفي منه لظاه
و يكف الرعد لكن تاركا فيك صداه
هل من البرق انفصلت ؟
أم مع الرعد انحدرت ؟
إن رأيت الريح تذري الثلج عن رؤوس الجبال
أو سمعت الريح تعوي في الدجى بين التلال
تسكن الريح و تبقى باشتياق صاغيه
و أناديك و لكن أنت عني قاصيه
في محيط لا أراه
هل من الريح وُلدت ؟
إن رأيت الفجر يمشي خلسة بين النجوم
و يُوشـّـي جُبـّـة الليل المولــّـِي بالرسوم
يسمع الفجر ابتهالا صاعدا منك إليه
و تخرّي كنبي هبط الوحي عليه
بخضوع جاثيه
هل من الفجر انبثقت ؟
إن رأيت الشمس في حضن المياه الزاخره
ترمُق الأرض و ما فيها بعين ساحره
تهجع الشمس و قلبي يشتهي لو تهجعين
و تنام الأرض لكن أنت يقظى ترقــُبين
مضجع الشمس البعيد
هل من الشمس هبطت ؟
إن سمعت البلبل الصداح بين الياسَمين
يسكب الألحان نارا في قلوب العاشقين
تلتظِي حزنا و شوقا و الهوى عنك بعيد
فاخبريني هل غِنا البلبل في اليل يعيد
ذكر ماضيك إليك
هل من الألحان أنت ؟
إيهِ يا نفسي أنت لحن فيَّ قد رن صداه
وقــّعتك يد فنان خفي لا أراه
أنت ريح و نسيم أنت موج أنت بحر
أنت برق أنت رعد أنت ليل أنت فجر
أنت فيض من إله !