2007-11-16, 07:26 PM
الخشوع في الصلاة
المقدمة :-
الحمد لله بجميع محامده كلها ماعلمنا منها وما لم نعلم على جميع نعمه كلها ماعلمنا وما لم الحمد لله رب العالمين عدد خلقه وبجميع الألسن واللغات حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه – اللهم أنت أهل الحمد والثناء وأنت أهل التقوى والمغفرة فتقبل منا صالح ما عملنا وما علمنا واغفر لنا ذنوبنا وسيئاتنا مما نعلم أو مما لا نعلم لانحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ......وصلاة ربي وسلامة وعطاياه وإكرامه ومنحه وأنعامه على المبعوث رحمة وهدى وبشرى للعالمين سيد الأولين والآخرين إمام المتقين ونبراس المؤمنين وخاتم النبيين والمرسلين محمد بن عبدالله العربي القرشي العدناني وعلى اله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر المحجلين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أجمعين :-
أما بعد :-
أخواتي الحبيبات أعلمكم أني أحبكم في الله وأوصيكم بتقوى الله تعالى في السر والعلانية وأدعوكم إلى شكر الله تعالى على نعمة الإسلام وكل نعمه قولا وعملا أعانني وإياكم على كل ما يحب ربنا ويرضاه .لنرتقي أخواتي من كوننا مسلمين إلى أن نكون من المؤمنين القانتين إن المؤمن كلما أزداد ذلا وخشوعا وإنابة لربه زاد إيمانا ويقينا والله عز وجل يريد من عباده الترقي في شعب الأيمان ودرجات اليقين لذا عاتب المؤمنين لينالوا الخشوع فقال تعالى ( ألم يأن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ) الحديد 16وخشوع الإيمان الذي يريده الله من عباده لايتأتى إلا بصفاء الأيمان وقوته وسلامة القلب وطهارته من الأمراض وصدق العلم بمنهاج الله تعالى من كتاب وسنة والأشتغال بالعلم النافع والعمل الصالح وعزوف النفس عن العصيان وعن كل مايسبب قسوة القلب الذي يذهب كل ذرة من خشوع .فلنعش أخواتي هذه اللحظات في التعرف على نواحي عديدة في معنى الخشوع لعلنا نصل إلى أن قلوبنا وجوارحنا في كل عبادتنا خاشعة لله عز وجل .....
معنى الخشوع :-
لغة :-التطامن من طأطأ الرأس وهو بمعنى الخضوع والسكون في البدن والصوت والبصر
اصطلاحا :-يقول ابن القيم هو :خمود النفس وهمود الطباع .قيام القلب بين يدي الرب بالخشوع وما فيه من تعظيم ومحبة وذل وانكسار .فإذا خشع القلب خشعت الجوارح والأعضاء معه .ويأتي الخشوع أيضا بمعنى التواضع والإخبات "وأخبتوا إلى ربهم "هود 23أيه تخشعوا لربهم .
الخشوع شرعا :-"هو هيئة في النفس يظهر منها على الجوارح سكونه ووقاره وهو تأثر القلب بجلال الله واستعظام عظمته وهيبته وهو إشراق أنوار التعظيم في القلب وخمود نار الشهوات والشبهات وهو قبول وانقياد للحق إذا خالف الهوى والمراد " كتاب سليم بن عيد الهلالي .
محل الخشوع :-
محله القلب ولسانه المعبر هو الجوارح وعلى الوجه والجسم له أثر ظاهر
_آيات في الخشوع وردت في 21 آية منها
"ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق "الحديد 16.
"واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين " البقرة 45.
"وبشر المخبتين"الحج 34 .
"والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات "الأحزاب 35 .
"قد أفلح المؤمنين الذين هم في صلاتهم خاشعون "المؤمنون
"خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة "المعا رج 44.
وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصية تصلى نارا حامية "الغاشية
"وتراهم يعرضون عليها خاشعون من الذل "الشورى 45 .
-الخشوع في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم :
"ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله "رواه مسلم
"مثل المجاهدين في سبيل الله – والله أعلم بمن يجاهد في سبيله – كمثل القائم الخاشع والراكع الساجد " رواه مسلم .
صفات الخاشعين:-
1) الخوف من الله تعالى " الذين يخشون ربهم ثم تلين قلوبهم إلى ذكر الله" (الزمر23) .
2) البكاء من خشية الله تعالى – عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال( خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط قال ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، قال أنس فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ولهم حنين وفي رؤية فأكثر الناس البكاء) رواه البخاري رقم 93 . كان أبي بكر رضي الله عنه رقيق القلب غزير الدمع وبكى عمر بن الخطاب يوما لما شرب الماء البارد حين تذكر آية " وخيل بينهم وبين ما يشتهون " سبأ 54.
3) الصبر على المصائب والبلاء لعلمهم بطبيعة هذه الحياة وعلمهم بطبيعة الإيمان الذي يتطلب الصبر وأن الدنيا محل ابتلاء واختبار فيتضح المؤمن بقوة صبره. " ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور" الشورى 43.
4) تعظيم شعائر الله " ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" الحج 32. وإن كثرة المخالفات هي من الجهل بعظمة الخالق وقلة العلم الشرعي وقلة التفقه بالدين – وجود علم الكلام قديما وآثاره موجوده للآن – كثرة الترخص والتنازلات من علماء السوء الذين أشربوا حب الدنيا.
عدم المعرفة بأعمال القلوب – قلة التفكر في ملكوت السماوات والأرض وقال أبو الدرداء ( تفكر ساعة خير من قيام ليلة) لما للتفكر في تعظيم الله تعالى وتعظيم منهجه ومن ثم اتباعه.
5) اليقين بلقاء الله عز وجل " واستعينوا بالصبر والصلاة وإنما لكبيرة إلا على
الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون" (البقرة 45- 46) وهذا اليقين أساس التقوى وسبيل المؤمنين الخاشعين الذين يسعون أن لقاءهم مع الله أحسن لقاء.
وإن الخشوع أكثر ما يرتيط بالصلاة لأن أعمالها تتضمن الذكر والدعاء وقراءة القرآن والركوع والسجود وهو مواطن الخشوع والبكاء والخضوع والخشية وكل ما سبق ذكره ليدخل في الصلاة وحسن أدائها وتوجه القلب والجسد لله عز وجل وهي أول صفات المؤمنون المفلحين الذين يرثون الفردوس الأعلى فقد جمعت الصلاة بين طهارة القلب والجسد الظاهر والباطن لما لهذه الطهارة من أثر في خشوعه وتبتله لله عز وجل ولما للصلاة من منزلة عظيمة القدر في الإسلام وهي علامة الإيمان التي تفرق بين المسلم والكافر تنير القلب بعظمة الخالق وتحلي المرء بمكارم الأخلاق وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر وخصها بالذكر مع الإستعانه على طاعته بالصبر " استعينوا بالصبر والصلاة" (البقرة 53).
تؤمن للعبد الراحة النفسية والسكينة وسبب لمغفرة الذنوب وتوبة متجددة للمؤمن ويرتقي في خشوعه وفي صلاته ليصل مرتبة الإحسان " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر" رواه مسلم.
ومن أعظم الأسباب لدخول الجنة وصحبة النبي صلى الله عليه وسلم " فأعني على نفسك بكثرة السجود" رواه مسلم.
تحط الخطايا وترفع الدرجات وانتظارها رباط في سبيل الله تعالى " وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط " رواه مسلم .
وهي أول ما يسأل عنه العبد فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله وصلاحها بإتيان أركانها والطمأنينة فيها والخشوع والذل لله تعالى وحسن التبتل إليه.
ومن حرصي على الفريضة والنافلة كانت سبيلا لمحبة الله تعالى له وضع القبول له في الأرض والسماء.
ولنحذر أخواتي من الخشوع الغير سوي وخشوع النفاق الذي تخشع جوارحه دون قلبه ونرى أهل العقائد المنحرفة والمعتقدات الباطلة يتباكون ويخشون وهو خداعا من الشيطان لأصحاب البدع الذين ابتعدوا عن منهج الله تعالى المستقيم وغرهم الشيطان وزين لهم أعمالهم وضل سعيهم في الحياة الدنيا.
الوسائل المعينة على الخشوع:-
إن الأصل في المؤمن أن يكون خاشعا في كل عبادة ولا سيما الصلاة وهذه الوسائل تعين بإذن الله تعالى على الخشوع في كل أمر عبادتنا في صلاتنا وصيامنا ودعائنا وقراءة القرآن وحجنا وحتى زكاتنا وعلاقتنا مع الناس بتواضعن " وبشر المخبتين " الخاشعين المتواضعين.
1) معرفة الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا " ولله الأسماء الحسنى
فادعوه بها " ( الأعراف 180). إن من أعظم ما يقوى الإيمان ويزيد القلب خشوعا معرفة أسماء الله تعالى الحسنى الواردة في الكتاب والسنة فنعظمه ونخشاه نعرفها لفظا ومعنا وندعو بها ونعيش معها في كل حياتنا تحصلين أختي الحبيبة بذلك على معنى كبير من معاني الخشوع.
2) تدبر القراّن الكريم وقراءته ومعرفة طرق توصيله فيشغل قلبه في آيات الله ويقيم حدوده وأحكامه وحسن الإنصات له والبعد عن المعاصي والاستعاذة بالله عن قراءته وحسن ترتيله وتجويده وعدم هجرة البكاء وإشباعي عن قراءته وقراءة تفسيره والتوبة والأخلاق في طلبه "أفلا يتدبرون القراّن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراَ" النساء 82
"أفلا يتدبرون القراّن أم على قلوب أقفالها" فالحمد لله تعالي على نعمة القراّن كلامه عظيم .
3) التفكر في ملكوت الله تعالى وإعجاز الله تعالى العظيم القدير في الكون الذي ينعكس أثرة على نفس المؤمن ويستشعر عظمة الخالق وتتوق نفسه إلى رضاه والخضوع بين يدي الله عز وجل .
الوسائل المعينة على الخشوع في الصلاة :-
1)تعظيم قدرها وأهميتها كما بينا .
2) العلم بفقه الصلاة من أسباب الخشوع لأن الجهل بأدائها وأحكامها يؤثم عليه ولا يقيمها كما أمر الله تعالى .
3) تذكر الموت في الصلاة وهذه وحية الرسول" صلى الله عليه وسلم" لأبي أيوب رضي الله عنه لما قال له "إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع "
رواه أحمد في صحيح الجامع .
4) أن الصلاة لقاء مع الله تعالي ومناجاة لله تعالى فيخلص في عبادته ويفرغ قلبه من الدنيا وأشغالها ويستعد للقاء الله تعالي .
5) أن يؤدى الصلاه بطمأنينه
6) أن الصلاة لقاء مع الله تعالى ومناجاة لله تعالى فيخلص في عبادته ويفرغ قلبه من الدنيا وأشبالها ويستعد للقاء الله تعالى .
7) أن يؤدي الصلاة بطمأنينة وتمهل ولا يستعجل في صلاته .
8) الإكثار من النوافل فإن ذلك يجلب محبة الله تعالى ويحصل على ثمرات إيمانية عظيمة منها الخشوع.
9) تحري الأكل الحلال والمال الحلال البعيد عن الربا والنصب فيخشى قلبه والخشية تؤدي للخشوع عكس أكل مال الحرام .
الاستعداد للصلاة ويكون ذلك في :-
1- الحفاظ عليها وأدائها في أوقاتها .
2- الترديد وراء المؤذن والدعاء بعد الأذان .
3- إصباغ الوضوء واستحضار المغفرة والطهارة عند الوضوء والدعاء بعد الوضوء والتسمية قبله فقال الرسول صلى الله عليه وسلم " ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قلن بلا يا رسول الله قال "أصباغ الوضوء على المكارة وكثرة ألخطاي إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط " رواه مسلم
4- اختيار الثوب الحسن الطيب الرائحة .
5- طهارة المكان واستقبال القبلة وستر العورة.
6- الصلاة إلى سترة والدنو منها بمسافة ثلاثة ازرع ولا يدع أحد يمر بين يدي وان امتنع فلا يقاتله فإن معه القرين الشيطان فلا يفسد صلاته.
7- استحضار النية والإخلاص لله تعالى في عبادتنا .
8- تكبيرة الإحرام ودعاء الاستفتاح ووضع اليمنى على اليسري.
9- تدبر القران وحسن ترتيله وأن يعلم أن الله يجيبه .
10 – النظر إلى موقع السجود وفتح العينين وعدم إغماضهما إلا للضرورة .
11- التذلل لله في الركوع مع الدعاء المأثور .
12- استحضار القرب إلى الله تعالى في السجود .
13- عدم الالتفات في الصلاة أو الصلاة في حضرة طعام.
14- التأني في الصلاة والطمأنينة فيها .
15- الاستعاذة من الشيطان أول الصلاة وأثناءه إذا لزم الأمر .
16- تحريك السبابة ( لهى أشد على الشيطان من الحديد ) رواه أحمد ويسن طول التشهد
17- أن يأتي بسجود التلاوة إذا مر بموضعه.
18- الاجتهاد بالدعاء في مواضعه في الدعاء والسجود.
19- أن لا يصلى وهو حاقن أو بثوب أو مكان فيه نتوش .
20 – أن لا يصلي وقد غلبه النعاس ويرقد كما رواة البخاري.
21- عدم رفع البصر إلى السماء – أن لا يبصق أمامه وعدم الانشغال بتسوية الحصى أثناء السجود – صياح الأولاد .
22- استحضار معني التشهد في معانيه وفي حق الله وفي حق الرسول صلى الله عليه وسلم وحق المسلمين وحقه معهم والصلاة على الرسول وأله .
23- الدعاء بعد التشهد وقبل السلام .
24- الحرص على دعاء القنوت في النوازل ويكون بعد الركوع وقنوت الوتر يكون قبل الركوع ثم الركوع والسجود .
25- الدعاء بعد الصلاة والدعاء لله أن يزده الخشوع وان يتقبل منا .
26- الحذر من العجب والرياء والحرص على التواضع والانكسار .
27- التأمل في حال الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء الصلاة وأحوال السلف وكان الخشوع عند رسول الله تعالى أكمل ما يكون فما زال يري خاشعا باكيا ويقف عند بعض الآيات ويقيم الليل كاملا بأية ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) المائدة 118
أما أحوال السلف فكان أبي بكر رضي الله عنه رقيقاً بكاءً خاشعاً وكان على رضي الله عنه يتزلزل ويتغير وجهه لاستشعاره عظمة الأمانة التي لم تحملها الجبال والسماوات والأرض وحملها هو .
- و بعضهم كان يتذكر في مقامه للصلاة مقامه الذي سيقوم به لرب العالميين يوم القيامة .
- و كان ابن الزبير يقوم في الصلاة كأنه عود ورمى المنجنيف عليه فأخذ من توبه وهو في الصلاة لا يرفع رأسه
- ومسلمه بن بشار انهرم جزء من المسجد ولم يشعر والناس حوله لم يشعر بحركتهم .
- سعيد التنوخي إذا صلى لم تنقطع الدموع من خديه على لحيته .
- وروى عن حاتم الأصم يجعل الكعبة بين حاجبيه والصراط تحت قدميه والجنة عن يمينه والنار على شماله وملك الموت وراءه ويظنها أخر صلاه ويقوم بين يدي الله تعالى خاشعا مرتلا راجيا رحمته خائفا مخلص لله تعالى .
- عبد الله بن مسعود رضي الله عنه "كان ربانيا عابدا منيبا أواها خاشعاً بكءً رقيق الحاشية واسع الخوف من الله تعالي عريض الأمل والرجاء راضياً بقضاء (( كان أسود من البكاء كما رآه زيد بن وهج برواة الزهبي.
-- عباد بن بشر يضرب بالهام وهو يصلي ولم ينهي صلاته ويقطع قرأته التي ملأت نفسه روعة وخشية وخشوع . في غزوة ذات الرقاع .
-- وهذا حال ابن القيم وابن تميمة كانوا مثلاً في خشوعهما وطول صلاتهما حتى سمي ابن القيم بطبيب القلوب كما الف في القلوب وأحوالها ووضح هذه الصفات الطيبة عليه . وكان ابن تميمية يستحضر عظمة الخالق فترتعد أعضاءه ويميل يمينه ويسره من ارتعاده وخشوعه .
أثار الخشوع
1-دعوة إلى العمل الجاد المثمر كما للخشوع من أثار تشعز الهمم لتعمل أعباء الحياة والإستعانه بالله الخاشع له بان يعينه في كل أمور حياته لقوة قربه من الله تعالي .
2- ترغيب العبادة في قلب المسلم ويزيد حباً واشتياقا لها وللصلاة خاصة " جعلت قرة عيني في الصلاة " رواه أحمد .
فيحب ما يحب الله تعالي ويكره ما يكره الله تعالي لشدة حبه لله تعالي وتعلقه به .
3- يزيل الهم من القلب ويشرح الصدر فتستقيم النفس وتحسن الاختيار للعمل الصالح الذي يحقق له السعادة في الدنيا والآخرة .
4- يهذب النفس ويطهرها من سوء الخلق والكبر ويورثها التواضع لله تعالى الحق وللناس
5- يزيد الإيمان ويلين القلب والإقبال على الآخرة والزهد بالدنيا بما لا يتنافي مع تعميره لها محباَ للخير كارهاً للشر . فإن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر.
6- ينفتح للمؤمن الفهم لمنهج الله تعالي ويسعي للتفقه بالدين وطلب العلم فيعلم ويعلم ويدعوا لله تعالي ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لما انعم الله عليه في معرفته للحق وشعائر الدين .
7- سبب لاستجابة الدعاء فالخشوع بما فيه من ذل وخضوع لله تعالى يتحقق عنده معنى العبودية ولا يرد دعائه وهو صادق القلب خاشع ذليل موقن بالإجابة لقربه من الله تعالى عز وجل .
8- يطهر النفس من هواها ويحملها على الإخلاص في العبادة راجيا مرضاة الله تعالى مبتعدا عن النفاق والرياء .
9-أثر الخشوع يمتد لما بعد العبادة فيظهر ذلك في حسن خلقه وصدقه وأمانته و حسن معاملته للناس وحسن تصرف وذكاء وفطنة وتروي في حل المشاكل وتدبر وتأمل وبتفكر.
10- الخشوع يزيل أسباب الاستهانة بحرمات الله تعالى ويعظم شعائره .
11- الأجر والثواب العظيم للخاشعين الذين وصفهم الله تعالى بالمفلحون الورثون للفردوس الأعلى.
بعض الوسائل المعينة لترسيخ الخشوع في نفوس المؤمنين:-
1-المسجد ودوره العظيم في هذا الجانب وفي تعليم الخشوع واستحضار عظمة الخالق والطمأنينة في الصلاة وتعميره بذكر الله والحث على بناء المساجد لما لها من أجر عظيم وقال الرسول صلى الله عليه وسلم "سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته من علم علما أو أجر نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بنى مسجدا أو ورث مصحفا أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته" صحيح الجامع بعد موته رقم 3602.
2-صلاة الجماعة وما لها من دور عظيم في ترسيخ الخشوع في قلوب المسلمين لعظم أجر صلاة الجماعة ومازال في صلاة ما انتظر الصلاة برواية مسلم حديث رقم 649 . وأثر صلاة الجماعة الكبير على المسلمين ووحدتهم وقوتهم .
3-خطب الجمعة وحضور الجمع له الأثر العظيم في ازدياد الخشوع لدى المسلم . فالوعظ والمحاضرات التي تلقى في أهمية الخشوع وأهمية الصلاة لها الأثر العظيم في حياة المسلم.
4-حضور مجالس الذكر والوعظ وأثر ذلك الكبير على النفس وزيادة الإيمان بزيادة العلم ومن ثم زيادة الخشوع في كل العبادات .
5-دور الأسرة الكبيرة في تربية النشئ على حسن عبادة الله تعالى والخوف منه ورجاء عفوه ورضاه والخشوع والخضوع لله عز وجل بالقدوة الصالحة التي يجدها النشئ في الأسرة.
6-المدرسة وأثرها ودورها التربوي في تربية الأجيال على حب الله تعالى وحسن عبادته تربية إيمانية واعية متزنة .
7-دور المجتمع والأعلام في تهيئة الظروف المناسبة وفي إحياء العبادات في المجتمع ونشرها بين المسلمين واستغلال الإعلام في نشر دين الله والخير ولا تكون وسيلة للفساد.
الخاتمة :-
أمر الخشوع كبير وشأنه خطير ولا يتأثر إلا لمن أخلص دين لله عز وجل ووفق الله تعالى لذلك والخاشعون درجات والخشوع من عمل القلب يزيد وينقص فيزيد بتمسك بمنهج الله تعالى وسنة نبي محمد صلى الله عليه وسلم وينقص ببعدنا عن منهج الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومن المؤمنين من يصل بخشوعه عنان السماء ومن الناس من يخرج من صلاته لم يعقل منها شيء فيكون ظالم لنفسه . ومن قرت عينه بصلاته في الدنيا قرت عينه بقرين من الله عز وجل فتقر به كل عين ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات فاجتهدي أختاه يوفقك الله تعالى لكل خير واصدقي مع الله في أمورك كلها ولا سيما الصلاة لأنها عمود الدين وهي بصلاحها صلاحك وسعادتك في الدنيا والآخرة وليكن الرسول صلى الله عليه وسلك قدوتك في حياتك وفي كل عمل وقول وتقومين به واطلب محبة الله تعالى بمحبة رسول الله تعالى وحسن اتباعه وقال تعالى "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم " آل عمران 31 فالرسول صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة وإتباعه في كل عمل وقول يقوي الإيمان فيزيد الخشوع في القلب ويظهر ذلك على جوارحكم
وفقنا الله وإياكم إلى الأخلاص في القول والعمل والبعد عن الخطايا والزلل وأن انا أخواتي بعد هذا الدرس أن نحرص على الخشوع أكثر وأن تخشع قلوبنا لذكر الله وما أنزل من الحق ونكون من الذين أمنا ومن المفلحين نسأل الله تعالى أن يوفقنا ونعوذ بالله تعالى من نفس لا تشبع وقلب لا يخشع وعين لا تدمع ونسأله تعالى أن ينعم علينا برؤية وجهه الكريم وأن يدخلنا الجنة بغير حساب ونسأله الفردوس الأعلى وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه بإحسان ليوم الدين أجمعين والحمد لله رب العالمين سبحانك الهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
المقدمة :-
الحمد لله بجميع محامده كلها ماعلمنا منها وما لم نعلم على جميع نعمه كلها ماعلمنا وما لم الحمد لله رب العالمين عدد خلقه وبجميع الألسن واللغات حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه – اللهم أنت أهل الحمد والثناء وأنت أهل التقوى والمغفرة فتقبل منا صالح ما عملنا وما علمنا واغفر لنا ذنوبنا وسيئاتنا مما نعلم أو مما لا نعلم لانحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ......وصلاة ربي وسلامة وعطاياه وإكرامه ومنحه وأنعامه على المبعوث رحمة وهدى وبشرى للعالمين سيد الأولين والآخرين إمام المتقين ونبراس المؤمنين وخاتم النبيين والمرسلين محمد بن عبدالله العربي القرشي العدناني وعلى اله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر المحجلين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أجمعين :-
أما بعد :-
أخواتي الحبيبات أعلمكم أني أحبكم في الله وأوصيكم بتقوى الله تعالى في السر والعلانية وأدعوكم إلى شكر الله تعالى على نعمة الإسلام وكل نعمه قولا وعملا أعانني وإياكم على كل ما يحب ربنا ويرضاه .لنرتقي أخواتي من كوننا مسلمين إلى أن نكون من المؤمنين القانتين إن المؤمن كلما أزداد ذلا وخشوعا وإنابة لربه زاد إيمانا ويقينا والله عز وجل يريد من عباده الترقي في شعب الأيمان ودرجات اليقين لذا عاتب المؤمنين لينالوا الخشوع فقال تعالى ( ألم يأن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ) الحديد 16وخشوع الإيمان الذي يريده الله من عباده لايتأتى إلا بصفاء الأيمان وقوته وسلامة القلب وطهارته من الأمراض وصدق العلم بمنهاج الله تعالى من كتاب وسنة والأشتغال بالعلم النافع والعمل الصالح وعزوف النفس عن العصيان وعن كل مايسبب قسوة القلب الذي يذهب كل ذرة من خشوع .فلنعش أخواتي هذه اللحظات في التعرف على نواحي عديدة في معنى الخشوع لعلنا نصل إلى أن قلوبنا وجوارحنا في كل عبادتنا خاشعة لله عز وجل .....
معنى الخشوع :-
لغة :-التطامن من طأطأ الرأس وهو بمعنى الخضوع والسكون في البدن والصوت والبصر
اصطلاحا :-يقول ابن القيم هو :خمود النفس وهمود الطباع .قيام القلب بين يدي الرب بالخشوع وما فيه من تعظيم ومحبة وذل وانكسار .فإذا خشع القلب خشعت الجوارح والأعضاء معه .ويأتي الخشوع أيضا بمعنى التواضع والإخبات "وأخبتوا إلى ربهم "هود 23أيه تخشعوا لربهم .
الخشوع شرعا :-"هو هيئة في النفس يظهر منها على الجوارح سكونه ووقاره وهو تأثر القلب بجلال الله واستعظام عظمته وهيبته وهو إشراق أنوار التعظيم في القلب وخمود نار الشهوات والشبهات وهو قبول وانقياد للحق إذا خالف الهوى والمراد " كتاب سليم بن عيد الهلالي .
محل الخشوع :-
محله القلب ولسانه المعبر هو الجوارح وعلى الوجه والجسم له أثر ظاهر
_آيات في الخشوع وردت في 21 آية منها
"ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق "الحديد 16.
"واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين " البقرة 45.
"وبشر المخبتين"الحج 34 .
"والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات "الأحزاب 35 .
"قد أفلح المؤمنين الذين هم في صلاتهم خاشعون "المؤمنون
"خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة "المعا رج 44.
وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصية تصلى نارا حامية "الغاشية
"وتراهم يعرضون عليها خاشعون من الذل "الشورى 45 .
-الخشوع في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم :
"ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله "رواه مسلم
"مثل المجاهدين في سبيل الله – والله أعلم بمن يجاهد في سبيله – كمثل القائم الخاشع والراكع الساجد " رواه مسلم .
صفات الخاشعين:-
1) الخوف من الله تعالى " الذين يخشون ربهم ثم تلين قلوبهم إلى ذكر الله" (الزمر23) .
2) البكاء من خشية الله تعالى – عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال( خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط قال ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، قال أنس فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ولهم حنين وفي رؤية فأكثر الناس البكاء) رواه البخاري رقم 93 . كان أبي بكر رضي الله عنه رقيق القلب غزير الدمع وبكى عمر بن الخطاب يوما لما شرب الماء البارد حين تذكر آية " وخيل بينهم وبين ما يشتهون " سبأ 54.
3) الصبر على المصائب والبلاء لعلمهم بطبيعة هذه الحياة وعلمهم بطبيعة الإيمان الذي يتطلب الصبر وأن الدنيا محل ابتلاء واختبار فيتضح المؤمن بقوة صبره. " ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور" الشورى 43.
4) تعظيم شعائر الله " ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" الحج 32. وإن كثرة المخالفات هي من الجهل بعظمة الخالق وقلة العلم الشرعي وقلة التفقه بالدين – وجود علم الكلام قديما وآثاره موجوده للآن – كثرة الترخص والتنازلات من علماء السوء الذين أشربوا حب الدنيا.
عدم المعرفة بأعمال القلوب – قلة التفكر في ملكوت السماوات والأرض وقال أبو الدرداء ( تفكر ساعة خير من قيام ليلة) لما للتفكر في تعظيم الله تعالى وتعظيم منهجه ومن ثم اتباعه.
5) اليقين بلقاء الله عز وجل " واستعينوا بالصبر والصلاة وإنما لكبيرة إلا على
الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون" (البقرة 45- 46) وهذا اليقين أساس التقوى وسبيل المؤمنين الخاشعين الذين يسعون أن لقاءهم مع الله أحسن لقاء.
وإن الخشوع أكثر ما يرتيط بالصلاة لأن أعمالها تتضمن الذكر والدعاء وقراءة القرآن والركوع والسجود وهو مواطن الخشوع والبكاء والخضوع والخشية وكل ما سبق ذكره ليدخل في الصلاة وحسن أدائها وتوجه القلب والجسد لله عز وجل وهي أول صفات المؤمنون المفلحين الذين يرثون الفردوس الأعلى فقد جمعت الصلاة بين طهارة القلب والجسد الظاهر والباطن لما لهذه الطهارة من أثر في خشوعه وتبتله لله عز وجل ولما للصلاة من منزلة عظيمة القدر في الإسلام وهي علامة الإيمان التي تفرق بين المسلم والكافر تنير القلب بعظمة الخالق وتحلي المرء بمكارم الأخلاق وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر وخصها بالذكر مع الإستعانه على طاعته بالصبر " استعينوا بالصبر والصلاة" (البقرة 53).
تؤمن للعبد الراحة النفسية والسكينة وسبب لمغفرة الذنوب وتوبة متجددة للمؤمن ويرتقي في خشوعه وفي صلاته ليصل مرتبة الإحسان " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر" رواه مسلم.
ومن أعظم الأسباب لدخول الجنة وصحبة النبي صلى الله عليه وسلم " فأعني على نفسك بكثرة السجود" رواه مسلم.
تحط الخطايا وترفع الدرجات وانتظارها رباط في سبيل الله تعالى " وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط " رواه مسلم .
وهي أول ما يسأل عنه العبد فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله وصلاحها بإتيان أركانها والطمأنينة فيها والخشوع والذل لله تعالى وحسن التبتل إليه.
ومن حرصي على الفريضة والنافلة كانت سبيلا لمحبة الله تعالى له وضع القبول له في الأرض والسماء.
ولنحذر أخواتي من الخشوع الغير سوي وخشوع النفاق الذي تخشع جوارحه دون قلبه ونرى أهل العقائد المنحرفة والمعتقدات الباطلة يتباكون ويخشون وهو خداعا من الشيطان لأصحاب البدع الذين ابتعدوا عن منهج الله تعالى المستقيم وغرهم الشيطان وزين لهم أعمالهم وضل سعيهم في الحياة الدنيا.
الوسائل المعينة على الخشوع:-
إن الأصل في المؤمن أن يكون خاشعا في كل عبادة ولا سيما الصلاة وهذه الوسائل تعين بإذن الله تعالى على الخشوع في كل أمر عبادتنا في صلاتنا وصيامنا ودعائنا وقراءة القرآن وحجنا وحتى زكاتنا وعلاقتنا مع الناس بتواضعن " وبشر المخبتين " الخاشعين المتواضعين.
1) معرفة الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا " ولله الأسماء الحسنى
فادعوه بها " ( الأعراف 180). إن من أعظم ما يقوى الإيمان ويزيد القلب خشوعا معرفة أسماء الله تعالى الحسنى الواردة في الكتاب والسنة فنعظمه ونخشاه نعرفها لفظا ومعنا وندعو بها ونعيش معها في كل حياتنا تحصلين أختي الحبيبة بذلك على معنى كبير من معاني الخشوع.
2) تدبر القراّن الكريم وقراءته ومعرفة طرق توصيله فيشغل قلبه في آيات الله ويقيم حدوده وأحكامه وحسن الإنصات له والبعد عن المعاصي والاستعاذة بالله عن قراءته وحسن ترتيله وتجويده وعدم هجرة البكاء وإشباعي عن قراءته وقراءة تفسيره والتوبة والأخلاق في طلبه "أفلا يتدبرون القراّن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراَ" النساء 82
"أفلا يتدبرون القراّن أم على قلوب أقفالها" فالحمد لله تعالي على نعمة القراّن كلامه عظيم .
3) التفكر في ملكوت الله تعالى وإعجاز الله تعالى العظيم القدير في الكون الذي ينعكس أثرة على نفس المؤمن ويستشعر عظمة الخالق وتتوق نفسه إلى رضاه والخضوع بين يدي الله عز وجل .
الوسائل المعينة على الخشوع في الصلاة :-
1)تعظيم قدرها وأهميتها كما بينا .
2) العلم بفقه الصلاة من أسباب الخشوع لأن الجهل بأدائها وأحكامها يؤثم عليه ولا يقيمها كما أمر الله تعالى .
3) تذكر الموت في الصلاة وهذه وحية الرسول" صلى الله عليه وسلم" لأبي أيوب رضي الله عنه لما قال له "إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع "
رواه أحمد في صحيح الجامع .
4) أن الصلاة لقاء مع الله تعالي ومناجاة لله تعالى فيخلص في عبادته ويفرغ قلبه من الدنيا وأشغالها ويستعد للقاء الله تعالي .
5) أن يؤدى الصلاه بطمأنينه
6) أن الصلاة لقاء مع الله تعالى ومناجاة لله تعالى فيخلص في عبادته ويفرغ قلبه من الدنيا وأشبالها ويستعد للقاء الله تعالى .
7) أن يؤدي الصلاة بطمأنينة وتمهل ولا يستعجل في صلاته .
8) الإكثار من النوافل فإن ذلك يجلب محبة الله تعالى ويحصل على ثمرات إيمانية عظيمة منها الخشوع.
9) تحري الأكل الحلال والمال الحلال البعيد عن الربا والنصب فيخشى قلبه والخشية تؤدي للخشوع عكس أكل مال الحرام .
الاستعداد للصلاة ويكون ذلك في :-
1- الحفاظ عليها وأدائها في أوقاتها .
2- الترديد وراء المؤذن والدعاء بعد الأذان .
3- إصباغ الوضوء واستحضار المغفرة والطهارة عند الوضوء والدعاء بعد الوضوء والتسمية قبله فقال الرسول صلى الله عليه وسلم " ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قلن بلا يا رسول الله قال "أصباغ الوضوء على المكارة وكثرة ألخطاي إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط " رواه مسلم
4- اختيار الثوب الحسن الطيب الرائحة .
5- طهارة المكان واستقبال القبلة وستر العورة.
6- الصلاة إلى سترة والدنو منها بمسافة ثلاثة ازرع ولا يدع أحد يمر بين يدي وان امتنع فلا يقاتله فإن معه القرين الشيطان فلا يفسد صلاته.
7- استحضار النية والإخلاص لله تعالى في عبادتنا .
8- تكبيرة الإحرام ودعاء الاستفتاح ووضع اليمنى على اليسري.
9- تدبر القران وحسن ترتيله وأن يعلم أن الله يجيبه .
10 – النظر إلى موقع السجود وفتح العينين وعدم إغماضهما إلا للضرورة .
11- التذلل لله في الركوع مع الدعاء المأثور .
12- استحضار القرب إلى الله تعالى في السجود .
13- عدم الالتفات في الصلاة أو الصلاة في حضرة طعام.
14- التأني في الصلاة والطمأنينة فيها .
15- الاستعاذة من الشيطان أول الصلاة وأثناءه إذا لزم الأمر .
16- تحريك السبابة ( لهى أشد على الشيطان من الحديد ) رواه أحمد ويسن طول التشهد
17- أن يأتي بسجود التلاوة إذا مر بموضعه.
18- الاجتهاد بالدعاء في مواضعه في الدعاء والسجود.
19- أن لا يصلى وهو حاقن أو بثوب أو مكان فيه نتوش .
20 – أن لا يصلي وقد غلبه النعاس ويرقد كما رواة البخاري.
21- عدم رفع البصر إلى السماء – أن لا يبصق أمامه وعدم الانشغال بتسوية الحصى أثناء السجود – صياح الأولاد .
22- استحضار معني التشهد في معانيه وفي حق الله وفي حق الرسول صلى الله عليه وسلم وحق المسلمين وحقه معهم والصلاة على الرسول وأله .
23- الدعاء بعد التشهد وقبل السلام .
24- الحرص على دعاء القنوت في النوازل ويكون بعد الركوع وقنوت الوتر يكون قبل الركوع ثم الركوع والسجود .
25- الدعاء بعد الصلاة والدعاء لله أن يزده الخشوع وان يتقبل منا .
26- الحذر من العجب والرياء والحرص على التواضع والانكسار .
27- التأمل في حال الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء الصلاة وأحوال السلف وكان الخشوع عند رسول الله تعالى أكمل ما يكون فما زال يري خاشعا باكيا ويقف عند بعض الآيات ويقيم الليل كاملا بأية ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) المائدة 118
أما أحوال السلف فكان أبي بكر رضي الله عنه رقيقاً بكاءً خاشعاً وكان على رضي الله عنه يتزلزل ويتغير وجهه لاستشعاره عظمة الأمانة التي لم تحملها الجبال والسماوات والأرض وحملها هو .
- و بعضهم كان يتذكر في مقامه للصلاة مقامه الذي سيقوم به لرب العالميين يوم القيامة .
- و كان ابن الزبير يقوم في الصلاة كأنه عود ورمى المنجنيف عليه فأخذ من توبه وهو في الصلاة لا يرفع رأسه
- ومسلمه بن بشار انهرم جزء من المسجد ولم يشعر والناس حوله لم يشعر بحركتهم .
- سعيد التنوخي إذا صلى لم تنقطع الدموع من خديه على لحيته .
- وروى عن حاتم الأصم يجعل الكعبة بين حاجبيه والصراط تحت قدميه والجنة عن يمينه والنار على شماله وملك الموت وراءه ويظنها أخر صلاه ويقوم بين يدي الله تعالى خاشعا مرتلا راجيا رحمته خائفا مخلص لله تعالى .
- عبد الله بن مسعود رضي الله عنه "كان ربانيا عابدا منيبا أواها خاشعاً بكءً رقيق الحاشية واسع الخوف من الله تعالي عريض الأمل والرجاء راضياً بقضاء (( كان أسود من البكاء كما رآه زيد بن وهج برواة الزهبي.
-- عباد بن بشر يضرب بالهام وهو يصلي ولم ينهي صلاته ويقطع قرأته التي ملأت نفسه روعة وخشية وخشوع . في غزوة ذات الرقاع .
-- وهذا حال ابن القيم وابن تميمة كانوا مثلاً في خشوعهما وطول صلاتهما حتى سمي ابن القيم بطبيب القلوب كما الف في القلوب وأحوالها ووضح هذه الصفات الطيبة عليه . وكان ابن تميمية يستحضر عظمة الخالق فترتعد أعضاءه ويميل يمينه ويسره من ارتعاده وخشوعه .
أثار الخشوع
1-دعوة إلى العمل الجاد المثمر كما للخشوع من أثار تشعز الهمم لتعمل أعباء الحياة والإستعانه بالله الخاشع له بان يعينه في كل أمور حياته لقوة قربه من الله تعالي .
2- ترغيب العبادة في قلب المسلم ويزيد حباً واشتياقا لها وللصلاة خاصة " جعلت قرة عيني في الصلاة " رواه أحمد .
فيحب ما يحب الله تعالي ويكره ما يكره الله تعالي لشدة حبه لله تعالي وتعلقه به .
3- يزيل الهم من القلب ويشرح الصدر فتستقيم النفس وتحسن الاختيار للعمل الصالح الذي يحقق له السعادة في الدنيا والآخرة .
4- يهذب النفس ويطهرها من سوء الخلق والكبر ويورثها التواضع لله تعالى الحق وللناس
5- يزيد الإيمان ويلين القلب والإقبال على الآخرة والزهد بالدنيا بما لا يتنافي مع تعميره لها محباَ للخير كارهاً للشر . فإن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر.
6- ينفتح للمؤمن الفهم لمنهج الله تعالي ويسعي للتفقه بالدين وطلب العلم فيعلم ويعلم ويدعوا لله تعالي ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لما انعم الله عليه في معرفته للحق وشعائر الدين .
7- سبب لاستجابة الدعاء فالخشوع بما فيه من ذل وخضوع لله تعالى يتحقق عنده معنى العبودية ولا يرد دعائه وهو صادق القلب خاشع ذليل موقن بالإجابة لقربه من الله تعالى عز وجل .
8- يطهر النفس من هواها ويحملها على الإخلاص في العبادة راجيا مرضاة الله تعالى مبتعدا عن النفاق والرياء .
9-أثر الخشوع يمتد لما بعد العبادة فيظهر ذلك في حسن خلقه وصدقه وأمانته و حسن معاملته للناس وحسن تصرف وذكاء وفطنة وتروي في حل المشاكل وتدبر وتأمل وبتفكر.
10- الخشوع يزيل أسباب الاستهانة بحرمات الله تعالى ويعظم شعائره .
11- الأجر والثواب العظيم للخاشعين الذين وصفهم الله تعالى بالمفلحون الورثون للفردوس الأعلى.
بعض الوسائل المعينة لترسيخ الخشوع في نفوس المؤمنين:-
1-المسجد ودوره العظيم في هذا الجانب وفي تعليم الخشوع واستحضار عظمة الخالق والطمأنينة في الصلاة وتعميره بذكر الله والحث على بناء المساجد لما لها من أجر عظيم وقال الرسول صلى الله عليه وسلم "سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته من علم علما أو أجر نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بنى مسجدا أو ورث مصحفا أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته" صحيح الجامع بعد موته رقم 3602.
2-صلاة الجماعة وما لها من دور عظيم في ترسيخ الخشوع في قلوب المسلمين لعظم أجر صلاة الجماعة ومازال في صلاة ما انتظر الصلاة برواية مسلم حديث رقم 649 . وأثر صلاة الجماعة الكبير على المسلمين ووحدتهم وقوتهم .
3-خطب الجمعة وحضور الجمع له الأثر العظيم في ازدياد الخشوع لدى المسلم . فالوعظ والمحاضرات التي تلقى في أهمية الخشوع وأهمية الصلاة لها الأثر العظيم في حياة المسلم.
4-حضور مجالس الذكر والوعظ وأثر ذلك الكبير على النفس وزيادة الإيمان بزيادة العلم ومن ثم زيادة الخشوع في كل العبادات .
5-دور الأسرة الكبيرة في تربية النشئ على حسن عبادة الله تعالى والخوف منه ورجاء عفوه ورضاه والخشوع والخضوع لله عز وجل بالقدوة الصالحة التي يجدها النشئ في الأسرة.
6-المدرسة وأثرها ودورها التربوي في تربية الأجيال على حب الله تعالى وحسن عبادته تربية إيمانية واعية متزنة .
7-دور المجتمع والأعلام في تهيئة الظروف المناسبة وفي إحياء العبادات في المجتمع ونشرها بين المسلمين واستغلال الإعلام في نشر دين الله والخير ولا تكون وسيلة للفساد.
الخاتمة :-
أمر الخشوع كبير وشأنه خطير ولا يتأثر إلا لمن أخلص دين لله عز وجل ووفق الله تعالى لذلك والخاشعون درجات والخشوع من عمل القلب يزيد وينقص فيزيد بتمسك بمنهج الله تعالى وسنة نبي محمد صلى الله عليه وسلم وينقص ببعدنا عن منهج الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومن المؤمنين من يصل بخشوعه عنان السماء ومن الناس من يخرج من صلاته لم يعقل منها شيء فيكون ظالم لنفسه . ومن قرت عينه بصلاته في الدنيا قرت عينه بقرين من الله عز وجل فتقر به كل عين ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات فاجتهدي أختاه يوفقك الله تعالى لكل خير واصدقي مع الله في أمورك كلها ولا سيما الصلاة لأنها عمود الدين وهي بصلاحها صلاحك وسعادتك في الدنيا والآخرة وليكن الرسول صلى الله عليه وسلك قدوتك في حياتك وفي كل عمل وقول وتقومين به واطلب محبة الله تعالى بمحبة رسول الله تعالى وحسن اتباعه وقال تعالى "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم " آل عمران 31 فالرسول صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة وإتباعه في كل عمل وقول يقوي الإيمان فيزيد الخشوع في القلب ويظهر ذلك على جوارحكم
وفقنا الله وإياكم إلى الأخلاص في القول والعمل والبعد عن الخطايا والزلل وأن انا أخواتي بعد هذا الدرس أن نحرص على الخشوع أكثر وأن تخشع قلوبنا لذكر الله وما أنزل من الحق ونكون من الذين أمنا ومن المفلحين نسأل الله تعالى أن يوفقنا ونعوذ بالله تعالى من نفس لا تشبع وقلب لا يخشع وعين لا تدمع ونسأله تعالى أن ينعم علينا برؤية وجهه الكريم وأن يدخلنا الجنة بغير حساب ونسأله الفردوس الأعلى وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه بإحسان ليوم الدين أجمعين والحمد لله رب العالمين سبحانك الهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.