2009-03-14, 04:01 PM
أن يقوم أديب ياباني بانتقاد السياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ويتهمها بالعنصرية فهو أمر طبيعي ومنطقي ليس ببعيد ولامستغرب على انسان حر ، أما كون هذا الأديب حائز على جائزة أدبية إسرائيلية رفيعة في الابداع. وتم تكريمه في حفل مهيب بالقدس وبحضور الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز فهو أمر جدير بالتأمل والاعتبار.
تناولت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية مؤخرا قصة الأديب الياباني الشهير "هاروكي موركامي" الذي وجه انتقادات شديدة للسياسة الاسرائيلية عبر مقالاته بإحدى الدوريات الأدبية الكبرى في اليابان، وأدان فيها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتناول صورا مما ارتكبته إسرائيل من مجازر بحق الشعب الفلسطيني ، كما اشار الى استخدم اسرائيل لأسلحة محرمة دوليا الى جانب كافة وسائلها العسكرية لتبطش بالمدنيين العزل بقطاع غزة وتستهدف المستشفيات والمدارس والمنازل في قطاع غزة ذو المساحة المحدودة.
الغريب وهو الجدير بالذكر أن هذه الإدانة الواضحة من الاديب الياباني للسياسات الإسرائيلية العدوانية ضد الشعب الفلسطيني جاءت بعد أقل من شهر واحد من تسلمه جائزة المعرض الدولي للكتاب بالقدس والتي تعد أحد أرقي الجوائز الأدبية في إسرائيل، والتي سبق وأن منحت لعدد من مشاهير الأدباء العالميين أمثال سيمون دي بوفوار وسوزان سونتاج وآرثر ميلر .
وطبقا لما أكده الأديب الياباني في مقاله الناقد لإسرائيل فإنه متعقب ومتابع للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي منذ فترة طويلة منذ تولي موشيه ديان وزارة الخارجية الإسرائيلية، لذا فهو يري أن لديه الخلفية التاريخية وما يمكنه من الحكم على الأمور بموضوعية دون تحيز .
وأكد موركامي على أن إسرائيل دائما ما تستخدم سياسات مجحفة وصارمة بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة ، تلك السياسات وكما يراها الأديب الياباني تسلب الفلسطينيين حقهم الطبيعي في العودة لأرضهم او الامان لمن بقي عليها ، مع رغبة اسرائيلية جامحة لدى إسرائيل في مزيد من المكاسب على الارض من خلال اغتصابها والاستيطان عليها.
ورد الأديب الياباني على الأقاويل التي ستثار بشأن قبوله تسلم جائزة معرض الكتاب الدولي بإسرائيل على الرغم من موقفه الواضح والمناوئ للسياسات الإسرائيلية بقوله:"كنت في حيرة من أمري بشأن قبول المشاركة في المعرض، لكن قررت في النهاية المشاركة .وانتهزت الفرصة الذهبية بتسلم الجائزة لتوجيه كلمة أمام جمع من الإسرائيليين، مستخدما أسلوبا نقديا غير مباشر للسياسات الإسرائيلية ، لأنه كان الأنسب في مثل هذا الحدث.
وكشف موركامي عن أنه استقبل بتصفيق حاد من معظم الجمهور الإسرائيلي الذي كان متواجدا أثناء تسلمه للجائزة ولكن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز الذي كان متواجدا في حفل تسليم الجائزة إذ أشار موركامي إلى أنه لاحظ أثناء إلقاءه لكلمته تعبيرات الغضب بادية على وجه الرئيس الإسرائيلي والذي على ما يبدو أنه فطن للأسلوب غير المباشر للأديب الياباني ومن ثم لم يقم بيريز من مقعده ليصفق لصاحب الجائزة الرفيعة كما جرت العادة في مثل تلك الاحتفالات وأعترف الأديب الياباني بأنه كان ينظر لبيريز قبل الحفل نظرة إيجابية ولكن بالطبع الوضع اختلف بعد نهاية الحفل.
وأوضح الأديب الياباني أنه لم يتمكن من زيارة قطاع غزة أو الضفة الغربية - ربما لم يسمح له - أثناء تواجده بإسرائيل ولكنه يروي أنه شاهد بأم عينه في أحد مفارق الطرق بإسرائيل بالقدس جندي إسرائيلي يستوقف سيارة بداخلها أسرة فلسطينية ويقوم بإخراجهم من السيارة ويوسع الأب ضربا مبرحا أمام باقي أفراد أسرته في مشهد لا أخلاقي وغير مبرر بالنسبة له.